Wednesday, April 23, 2008

المقدمة


 


 


 


المقدمة


 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين.

وبعد فهذه دراسة علمية تم استخراجها من بحثنا الفقهي الذي نلقيه حاليا في كتاب النكاح شرحا على العروة الوثقى وكانت لها بعض المميزات.

نذكر منها:-

الميزة الأولى: أنها جمعت البحث المتفرق عن الآية الكريمة فان بحث الخارج يجزئ الآية الكريمة حسب علاقة كل جزء بالمسألة المبحوثة فتارة يبحث الفقيه عن حكم النظر فيأخذ مثلا مقطع ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ﴾ ويدرسه ويترك دراسة بقية المقاطع وتارة أخرى يبحث عن حكم استثناء الصبي من وجوب التستر عنه فيدرس مقطع ﴿أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ﴾ وهكذا يبحث كل مقطع حسب ارتباطه بالمسألة التي يبحثها فيتقطع بحث الآية على مواقع متعددة وربما أثرت هذه الطريقة في الغفلة عن جزء ربما ألقى ضوءا على جزء آخر ولعل المحقق آية الله السيد الخوئي قدس سره تنبه لذلك فحاول أن يستفيد من ربط تفسير جزء بجزء آخر من الآيتين موردي هذه الدراسة كما سنلاحظ ذلك عند عرضنا لشرحه قدس سره, بينما دراستنا هذه جمعت البحث عن مقاطع الآية على صعيد واحد فجمعت المقطّع.

الميزة الثانية: أننا في هذه الدراسة ركزنا على دلالة الآية ومفادها وربما عرجنا على الأحاديث لحاجة بيان مفاد الآية ونحو ذلك غير أننا لم نلتزم بذلك وتركنا البحث التفصيلي لدرسنا الفقهي حيث يشبع المسالة من كل جوانبها.

وبعبارة أخرى هذه الدراسة تجزيئية من جهة وموضوعية من جهة أخرى أما الجهة التجزيئة فهي من ناحية عدم تقصي الأدلة على الحكم والاقتصار بصورة أساسية على مفاد الآية وهذا المقدار لا يصحح للفقيه أن ينتهي للفتوى بل يتعين عليه أن يراجع بقية الأدلة فيقيد ويخصص ويقدم ويؤخر فوزان هذه الدراسة وزان المواد الخام للفقيه عندما يريد أن يستنبط حكما شرعيا يستخدمها كأحد العناصر التي يحتاج لها في عملية البحث عن الحكم الشرعي فترى الفقيه يستخدم علم الأصول ومعطياته ويستنطق الآيات ويحاول فهم ظهورها ويقرأ الروايات محاولا إدراك مفادها ومغزاها وهكذا يستخرج النتيجة النهائية من مجموع عناصر يقوم بعجنها وخلطها من خلال يده الاجتهادية المحترفة.

فهذه الكراسة مساهمة في خدمة احد هذه العناصر بشكل رئيسي وبما يتعلق بموضوع العفاف في الإسلام.

وأما الجهة الموضوعية فهي من خلال بعدين البعد الأول دراسة الحجاب الإسلامي من خلال القرآن الكريم كما يدرس مفهوم التوحيد مثلا في القرآن الكريم وان لم يكن هذا المعنى دقيقا هنا لان دراستنا هذه ليس الهدف منها استيعاب تمام الآيات المرتبطة بهذا الموضوع.

البعد الثاني من خلال توحيد بحث الآية الكريمة على صعيد واحد بدل تقطيعه على مسائل متفرقة, فهي دراسة قطعت الموصول ووصلت المقطوع على أمل أن يقوم بجمع الوصل الآخر تأليف مستقل يقرر درسنا الفقهي لعل الله جل اسمه يوفق بعض الفضلاء من طلابنا للقيام بهذه المهمة, خدمة للدين وترسيخا لخط الإسلام المبين.

ولما كانت مثل هذه الدراسات أشبعها الفقهاء العظام شرحا وتحقيقا وبحثا وتدقيقا كان دوري فيها محاولة فهمها والاستفادة من موائد الأكابر والأعلام الغنية بالعلم والهدى الزاخرة باللآلئ والأسرار فان وفقت في أن أخطو خطوة باتجاه شيء من التوضيح والتنقيح أو الفهم والتحقيق فهو من وحي أفكارهم والهام مدرستهم وعطاء تدقيقاتهم رضوان الله تعالى عليهم وثمرة من ثمرات أساتذتي العظام وان كان فيها خلل ونقصان وخطأ واشتباه فهو راجع لقصوري ونقصاني وضعف استيعابي وسوء فهمي في قبال أئمة الفقه والتفسير وفحول العلم والتحرير ويكفي سلوة أن الضعف في القابل لا الفاعل أسال الله سبحانه وتعالى أن يقيني القصور والخلل وان يعينني على تجاوز التقصير والملل وان يعصمني من الخطأ في القول والعمل وان يمن علي بالقبول ويجعل عملي هذا في كفة الحسنات فهو حسبي نعم المولى ونعم النصير.


 

علوي الموسوي البلادي

20ربيع الأول 1424 هجرية.

الموافق 22/5/2003م


 


 


 


 


 


 


 

سيدور البحث حول الآيتين المباركتين كالتالي:-

قال تبارك وتعالى:

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ
(30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِْرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(31)﴾. سورة النور/30 و31

الآية الكريمة تتضمن بعض الأحكام وفيها عدة مباحث نتناولها في هذه الدراسة.

المبحث الأول يرتبط بمعنى غض البصر الوارد في الآية الكريمة.

المبحث الثاني يرتبط بمعنى حفظ الفرج.

المبحث الثالث يتعلق بحكم الستر والحجاب المستفاد من الآية الكريمة.

المبحث الرابع في بيان المستثنيين.

فهنا فصول أربعة:-

No comments: